درس المؤلفات : ظاهرة الشعر الحديث
القراءه التوجيهية:
التعريف بالكاتب:
احمد المعداوي المجاطي شاعر وباحث مغربي وناقد رائد من رواد القصيدة العربية المعاصرة إلى جانب ثلة من الشعراء أمثال محمد الخمار الجنوني ، عبد الكريم بن ثابت ، احمد الجوهري عبد الرفيع الجواهري. ولد المجاطي سنه 1936 بمدينة الدار البيضاء وفيها تابع تعليمه الابتدائي والثانوي ودرس في إحدى الجامعات السورية بدمشق ومنها حصل على شهادة الاجازة ثم عاد إلى المغرب حيث عمل مدرس للغة العربيه وعمل في مختلف أسلاك التدريس.
حصل على دكتوراه الدولة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حيث كان يعمل أستاذا جامعيا، وقد توفي المجاطي سنة 1995 .
يعد المجاطي من أهم رواد القصيدة المعاصرة بالمغرب و أحد أبرز شعراء الستينيات وقد لقب بأمير الشعراء في المغرب وقد خلف ديوانا شعريا واحدا سماه "ديوان الفروسية " وقد شكلت القضايا القومية كقضيه فلسطين المحتلة وقضية سبته ومليلية محور شعره ودائرة اهتمامه .
دواعي التأليف :
جاء على لسان احمد المعداوي المجاطي في حوار أجره مع محمد بنيس ضمنه في كتابه "ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب" وعلاقتي بالشعر تعود الى سنه 1956 عندما كنت طالبا في الثانوية كانت معظم قصائدي ذات مناخ تقليدي، كنت في هذه المرحلة المتقدمة من تجربتي أحاول أن أجيب عن بعض القضايا المطروحة في فترة ما قبل الاستقلال ، نشرت أولى قصائدي في جريدة العلم "محاولة الحلم واستشراف رؤى جديدة " .جعلتني أتوقف عن كتابة الشعر لمدة أربع سنوات.
عدم اقتناعه بالأساليب القديمة .
المراجعة الذاتية أو النقد الذاتي .
الانتقال إلى الكتابة النقدية لإرساء أسس الشعر العربي الحديث .
جنس المؤلف:
يعتبر كتاب "ظاهرة الشعر الحديث" أول كتاب مغربي صدر حول الشعر الحديث فكان لذلك أول كتاب وأول دراسة نقدية لظاهرة الشعر الحديث في هذه الفترة التي تميزت بظهور الدراسات الأولى حول هذه الظاهرة الشعرية الجديدة مثل "قضية الشعر الجديد" لنازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي، و "الشعر العربي الحديث" لاحسان عباس . ومع وجود هذه الكتب قدم المجاطي مشروعا ذاتيا مكنه من الفصل في قضية الشعر الحديث وصاغ تصورا نظريا وتطبيقيا أهله للاتيان بقيمة مضافة.
قراءة في العنوان:
العنوان جزء لا يتجزأ من دينامية المؤلف مما يستدعي تحليله قصد إبراز معانيه وإيحاءاته، وعنوان هذا المؤلف من العناوين الخبرية فقد جاء عبارة عن جملة اسميه خبرية بسيطة مكونة من مبتدأ مرفوع بالإضافة ، ظاهرة :وهو مضاف. الشعر: مضاف إليه أما لفظ الحديث: فهو نعت تابع لمنعوته في الافراد والتذكير والجر والتعريف ، أما الخبر فهو محذوف وتقديره موجود او كائنة.
كما يتكون العنوان ظاهريا من ثلاث كلمات تحمل دلالات مختلفة أولا ظاهرة : وهي الواقع المتجلي للوعي سواء عبر الحواس أو غيرها غير ان مفهوم الظاهرة مختلف الدلالات بين الحقول المعرفية فعلم النفس مثلا يعتبر ان الظاهرة هي كل سلوك ملموس سواء كان سويا او غير ذلك كالتسلط او الانعزال. أما علم الاجتماع فيقصد بالظاهرة كل حدث أو واقعة يمكن ادراكهما أو كل سلوك متكرر الحدوث كالتسول والدعارة والادمان ، في حيث ان المجال الأدبي والنقدي يعتبر الظاهرة الادبيه هي مجموع الآثار والمنجزات البارزة التي انتجها العقل البشري .
الشعر : إذا عدنا الى جذر الكلمة الشعر نجدها تعني علم وفطن وعقل ، والشعر هو فن المنظوم من الكلام بالوزن والقافية والشعر بصفه عامة وسيلة من وسائل التعبير عن مختلف مظاهر الحياة الإنسانية وليس غريبا ان تتبدل اشكاله ومواضعه من عصر الى اخر ، فنجد الشعر القديم الذي يمتد من العصر الجاهلي الى العصر العباسي وجزء من العصر الاندلسي والذي يرتكز على قواعد عمود الشعر كما بلوراها المرزوقي .ثم الشعر الحديث حيث أعلن شعراء عباسيون عن رغبتهم في تجاوز قواعد عمود الشعر إضافه إلى الشعر العمودي الذي ينتظم وفق نظام الشطرين المتناظرين الى جانب الشعر الحر الذي ينبني وفق نظام الأسطر الشعرية المتفاوته الطول.
الحديث: جاء في لسان العرب لابن منظور الحديث نقيض القديم والحديث هوالجديد أو المبتدع .
تبنى المجاطي مصطلح الشعر الحديث لانه لاحظ ان غيره من الشعراء والنقاد قد وظفوا تسميات ملتبسة تتسم بالجزئية والشكلية وذلك من قبيل :
الشعر التفعيلي : تؤكد هذه التسميه ان ظاهرة الشعر الحديث ظاهرة عروضية.
الشعر المنطلق : ويقصد بهذا المصطلح أن الشعر موزون ولكنه غير منفي .
الشعر المعاصر : أساسه النظر الى الشعر العربي في ارتباطه بالخارج في ضوء قيم قادمة من الغرب تحديدا.
الشعر الحر: تدل التسمية على القوانين العروضية التي حاول الشعراء التخلص منها.
الشعر الحديث: يقصد بهذه التسمية تجاوز القديم والانفصال عنه والبحث عن طرائق جديدة في الفكر والرؤية .
كلمة ظهر الغلاف :
اختار الناشر مقتطفا من المقدمة يتميز بكونه إضاءة دالة لمضمون الكتاب وتشير هذه الكلمة إلى أهم التيارات الشعرية التي ظهرت خلال القرن العشرين، تفاوت في درجات مواجهتها للقيم الشعرية التقليدية وقد صنفها الى صنفين :
الإتجاه الوجداني الرومانسي: التي تميزت محاولاته التجديديه بالتدرج .
واتجاه الشعر الحديث: الذي انخرط فعليا في الثورة على الأشكال والمضامين الشعرية العتيقة.