أخر الاخبار

سوسيولوجيا المؤسسات

 سوسيولوجيا المؤسسات مادة الأستاذ  غانيمي 

سوسيولوجيا المؤسسات مادة الأستاذ  غانيمي


 حينما نتحدث عن المؤسسات سواء الاجتماعيه الثقافية الحزبية والمدنيه ترتبط بمستوى يخص العلاقات الأساسية ما بين النظريه والتطبيق. نظرية السوسيولوجيا والجانب التطبيقي اذا في موضوع السوسيولوجيا هو موضوع ميداني لابد ان يخضع للتجربة ولابد من الإهتمام بالسيسيولوجيا في ظل إنجاز مقارنات ميدانيه من هنا فعلم الاجتماع موضوعه يرتبط بالميدان وبالمعطيات الميدانية،  لا يمكن تصور علم السوسيولوجيا خارج هذا الإطار ، أي الميدان والالتجاء الى الميدان.

 التحولات الاجتماعية وغيرها كله يمس جانب يتعلق بالجانب الميداني،  بما أن هذا العلم قد احتل حيزه في مجال العلوم،  فمن الضروري التنظير له حتى يتحدد موضوعه وخصائصه وآلياته والتقنيات التي يعتمد عليها علميا وقضاياه، ومن ضمن هذه القضايا المجال الميداني .

وحينما نتحدث عن كون علم الاجتماع هو في عمقه يبحث في قانون المجتمع لكن هناك علوم اخرى تتناول المجتمع كالنظرية الاقتصادية والاجتماعية فالمجتمع يدرس من خلال القوانين المشكلة للظواهر، وهذه الظواهر لا يمكن ان تتم الا في اطار مستوى واحد وهو علم الاجتماع والعلاقات الاجتماعية ،وحينما نتحدث عن العلاقات الاجتماعيه هنا ينبغي  أن نشكل حيزا مبدئيا ان كل المؤسسات العامة داخل الوطن تتكون من افراد ومن جماعات وبالتالي فإن تلك العلاقات التي تنشا داخل مؤسسة معينه سياسية أو نقابيه أو وطنية أو اجتماعية أو تربوية أو مدنيه في آخر المطاف كلها ناشئة عن مختلف الاحتكاكات والتماسات والترابطات  التي تتم بين الافراد، ومن هنا فان أهمية العلاقات الاجتماعيه ضرورية وأساسية لفهم كثير من القوانين التي تنشأ داخل الجماعات والمجموعات البشرية وأيضا داخل المؤسسات بمختلف خصائصها ومجالاتها ، فان علم الاجتماع كثيرا ما يدرس هذه العلاقات في ميادين مختلفه وفي مجالات مختلفة من حيث المكان( مدينه ،قرية ،مؤسسة وغير ذلك)  لأن العلاقات الاجتماعيه هي اساس الاشياء الاجتماعيه. ان كل العلاقات وكل الانماط الاجتماعيه التي تقع نعيشها. 


 في مجال علم الاجتماع لا يمكن الوقوف عند حدود الملاحظة والوصف ، لا يكفي ان نصف علاقات معينة او ظاهرة من اجل الوصول اليها لابد من التجريب من اجل كشف المستور كشف الخبايا كشف الأسس التي تقوم عليها هذه العلاقات والتي تحدد طبيعة الأشكال الاجتماعية وايضا تحدد طبيعة التطور التاريخي للعلاقات الاجتماعية بسلوكاتها وقيمها ومظاهرها التي تختلف من مجال الى اخر من مؤسسة إلى أخرى من اقليم لاخر اي ان هناك كثير من القضايا التي تصب اساسا وتنصب حول العلاقات الاجتماعيه وحول طبيعة هذه العلاقات لا يمكن ان نفكر في علم الاجتماع خارج هذا الاطار ولذلك فان مسأله معالجة العلاقات التي سيطرت على كثير من النظريات في علم الاجتماع بحيث سعت كثير من الأبحاث والدراسات إلى تاطير هذا المستوى . وهنا يمكن ان نشير الى مدرسه شيكاغو الامريكية، هذه المدرسة بحثت في غايه علم الاجتماع.

 فما هي غايه علم الاجتماع ؟

 وما هي الوظيفه الاساسيه لعلم الاجتماع ؟ 

 ومن ضمن ما تبحث عليه إلى جانب كثير من الاتجاهات هو العلاقات الاجتماعيه ، وهنا يمكن ان نبرز أشياء اساسية .اذ هذه العلاقات ليست عفوية ولكن تقع عليها كثير من العوامل وهذه العوامل، وهذه العوامل فيها الوعي وفيها اللاوعي وبذلك لا يمكن ان نتحدث عن ما نسميه بالتيارات الاجتماعيه  الموجودة في المجتمعات وهذه الأخيرة ليست كيانا معزولا،  ولكنها وان كانت ثابتة فإنها تخضع لمجموعة من التيارات مجموعة  من الديناميات التي تحرك المجتمع العلائقي المتعدد .وهذه التيارات هي التي تتيح الاستقرار، والإستقرار يخضع لمجموعة من الديناميات الاجتماعية .

الديناميات متحكمة في المجتمعات في ثقافتها وفي أصولها وكثير من القضايا المتعلقة بالمجتمعات من حيث الثقافة والوعي والمرجعيات النفسية والاجتماعية والعلاقات الاقتصادية والاوضاع ،إذا فالمجتمعات والعلاقات تخضع الى مجموعة من التيارات الداخلية والبعيدة،  وهنا يمكن ان نتحدث عن عنصر أساسي الذي دائما يضع في كل العلاقات ومن المفاهيم الأساسية التي تتبلور في علم الاجتماع وهو مفهوم "التفاعل" لأن هذه العلاقات ليست جامدة أو راسيه،  كل العلاقات تخضع للتفاعل والتأثير المتبادل بين كل المجموعات وفي كل المجالات. دائما المجموعات البشرية تخضع لتفاعلات عديدة على مستوى القيم، على مستوى السلوك ،على مستوى الاقتصادي والسياسي التربوي، على مستوى العلاقات الشخصية الحميمية الذاتية ،دائما تقع تفاعلات عديدة كل مجموعة انسانية في مجال محدد لابد ان تخضع لعلاقات تفاعلية أي أن هؤلاء الأفراد وهذه الجماعات التي تشكل منها المجتمع ليست معزوله عن بعضها البعض فكل واحد هو بحاجة إلى الآخر وكل الجماعات بحاجة إلى غيرها والى بعضها البعض ، يتفاعلون بطريقة أو بأخرى وبالتالي هو عنصر أساسي في فهم العلاقات الاجتماعية وابعادها ما ينشأ عن ذلك انسجام و أحاسيس ومشاعر وتوجهات وأفكار ....من خلال هذا العنصر ينشأ ما يمكن ان نسميه بالتعاون و التصادم ، إن العلاقات الاجتماعيه لا تحمل معنا او دلالة واحدة ولا تأتي بشكل واحد وفي اتجاه واحد وانما هذه العلاقات تخضع لاعتبارات متغيره ولذلك فمن الطبيعي أن تأتى أيضا وأحيانا متناقضة.

 وبالتالي لا يمكن أن يكون مجتمع ما في يوم ما مثالي أي يسوده   نمط واحد أو شكل واحد من العلاقات .إذا فالعلاقات الاجتماعيه تخضع للتبادل والتأثير المتبادل والتفاعل ولأنها متعددة،ولذلك فمن الطبيعي أن نجد في المجتمعات تناقضات متعددة على مستوى الطبقات الاجتماعية وعلى مستوى الافراد وعلى مستوى الجماعات و السلوك  والعادات والتقاليد،  كل هذا يوجد في المجتمعات ولا يمكن للمجتمع ان يخلو من هذه الظواهر لأن كل ذلك لا يخضع فقط لاعتبارات قيميه أو أخلاقية محددة وإنما تتحكم فيه  عوامل أخرى .والمجتمعات غالبا ما يؤطرها التعاون أو التصادم بين أفراد المجتمع الواحد (داخل المؤسسات دائما نجد فيها مستويات كثيره إما تعاون أو تصارع وغير ذلك) وكل ذلك يساهم في الطبيعة الاجتماعية وفي فصل مجموعة من السلط فالمجتمع يتكون من مجموعة من السلط ( الإدارية القانونية القضائية التشريعيه ....)وهناك ايضا سلطة أخرى اجتماعية ومجتمعية مترسخه في العادات، فمثلا كثير من المناطق وقبائل المغرب لا زالت تخضع للعرف وهذا كله يعبر عن سلطه أخرى في المجتمع.

 وهنا سنجد ان الباحثين السوسيولوجيين تناولوا مسأله التفاعل ومنهم الباحث وعالم الاجتماع كيفر :《 فهو يميز ما بين الجمعية والمجموعة ، فالجمعيه هي غالبا ما تتشكل من عناصر وجماعات لها مصالح وأغراض مشتركة مثلا: الدولة هي مؤسسه لها نظام وأغراض ومصالح وتتشكل من كثير من المجموعات وبالتالي فهنا تطرح مسألة النظم وهي تلك الوسائل التي تتكون منها كل مؤسسة وتكون لها نظم معينه ووسائل تلتجئ اليها من اجل اكتساب صبغة اجتماعية أي أن كل المؤسسات تطرح وسائل معينة (الدولة  ، القبيلة ...)والمجموعة هي ذلك المحيط او الفضاء الذي تتشكل فيه مختلف التفاعلات، أي أن كل التفاعلات لابد أن تحدث داخل محيط وفضاء. و التفاعلات من الناحية الاجتماعية دائما تحدث من جانب محدد أو مؤسسة محددة لأن كل منطقه تتكون من بشر.... فظاهرة التفاعل مرتبطة بالمحيط، فالأمر يخضع لنظام ونظم مجتمعي( المقصود بالفضاء هنا الفضاء القيمي والثقافي) 》.

 وهكذا فإن كثير من علماء الاجتماع قد ركزوا اهتماماتهم وانشغالاتهم على العلاقات الاجتماعية وعلى الحياة الاجتماعية واعتبروا أنها بصفة عامة أن حقيقة هذه المؤسسات. كل مؤسسة لها وظيفة إداريه عملية وأيضا وظيفة انسانية لأنها تتكون من البشر ، ومن الطبيعي أن يقع التفاعل بين أفراد تلك المؤسسات ،ومن هنا فإن مبدأ التفاعل لكثير من الديناميات هو مفسر لكثير من الظواهر الاجتماعية أي الحياة الاجتماعية في كل الأمكنة وفي كل الفضاءات وكل المؤسسات، وبالتالي فإن هذه التفاعلات لابد من أن تخلق تأثيرات متبادلة . كل مجال حيوي من الناحية الاجتماعية لا بد أن يخضع لتأثيرات متبادلة وعميقة،  وبذلك فإن كثير من السلوكات والمظاهر والقيم يجب ربطها بالسياق الاجتماعي وبعنصر التفاعل ما بين افراد المؤسسة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -