علم الإجتماع
نشأة علم الإجتماع: الشروط العلمية واﻹقتصادية والتاريخية واﻹجتماعية
علم اﻹجتماع من العلوم الأساسية تعتمر ميادين مختلفة في الحياة ، ونشأ هذا العلم في خضام مجموعة من الثورات العلمية والتقافية والسياسية أمام التطور الإقتصادي والإجتماعي تمظهرت خاصة في العلاقات اﻻجتماعية ؛هذه العلاقات كلها تنشأ في خضم عدة عوامل تؤدي الى ظهور علاقات جديدة ومعقدة.
-ظهور جماعات متناقضة من حيث مصالحها (الإقتصادية والإجتماعية..) في القرن 19 والقرن 20 .أزمات الحركات الإستعمارية والأزمات ،وقوع الحرب اهتزاز عميق على مستوى البنية الإجتماعية.
كلما توسعت المجالات ظهرت مشاكل جديدة.
- ظهور السوسيولوجيا لتلبية المتطلبات ظهر في ظل تناقض صارخ للعلاقات واختناقها وهذه الوضعيات الإجتماعية أدت إلى التفكير في علم يتصدى لهذه التحولات حتى يفهم مكوناتها وميكانيزماتها وظروف نشأتها والعوامل المتحكمة فيها .فالحاجة إلى علم اﻹجتماع كانت لأن العلوم الموجودة أصبحت عاجزة عن التصدي للتحولات .
-التفكير في المعطيات القائمة بمنهج وبعلم جديد ( معطى الإنسان ، معطى المجتمع ، كل ذلك يرتبط بمعطى الواقع ) التفكير في هذا الواقع والتحري عن معطياته وصوغها ضمن مفاهيم جيدة تساعد على فهمه فعلم الإجتماع جاء لتجاوز النظريات الكلاسيكية المعروفة في الفلسفة وباقي العلوم.
العقد الإجتماعي contrat social
من أهم النظريات في علم اﻹجتماع والتي أثرت فيه سابقة على علم اﻹجتماع مثلها توماس هوبز ، جان جاك روسو وجون لوك ... هي نظرية فلسفية وسياسية ظهرت في القرن 17 و18 م .لكنها لم تعد قادرة على مواجهة التطورات والتحولات وعلى ابتكار حلول للأزمات أمام ظهور طبقات جديدة ، وقيم تبادلية رأسمالية ، وتحول اجتماعي وسياسي واقتصادي.
تحول التفكير الإجتماعي من إطار التجريد والفلسفة إلى وقائع ملموسة ، إظفاء الطابع العلمي ( علمنة البحث في القضايا المجتمعية وقوانينه ...) قراءة علمية للأستفادة من مختلف العلوم السياسية الفلسفية الفزيائية ....
يقول دوركهايم Durkhiem:
《....وبما أن المجتمعاتمكونة من بشر ،فقد ساد الأعتقاد طويلا أن هذه المجتمعات تستمد معنى وجودها من الأعتباط البشري .كانت تسود كمسلمة المقولة القائلة بأن المجتمعات ليست سوى ما يريد البشر أن تكون ، وأن طبيعتها إنما يمنحها إياها البشر بفعل إرادتهم ،لم يكن ممكنا ضمن هذه الشروط أن تشكل المجتمعات موضوعا لعلم ،فهي مادة مطاطة إلى ما لا نهاية لا مميزات محددة لها ولم يكن بالتالي ثمة مجال لوصفها وتحليلها والتفتيش عن الأسباب والشروط التي تتحكم بها ....وﻹيجاد علم حقيقي بالوقائع المجتمعية ،كان لابد من التوصل إلى أن نرى في المجتمعات وقائع يمكن مقارنتها بالوقائع في المجالات الأخرى وأن ندرك أن لهذه المجتمعات طبيعة ليس بإمكاننا تغييرها اعتباطيا ،وقوانين تنبثق بالضرورة عن هاته الطبيعة ، وبتعبير أخر لم يكن لعلم الإجتماع أن يولد ، لو لم تكن فكرة التنمية مترسخة جيدا في العلوم الفزيائية والطبيعية فقد امتدت أخيرا لتشمل الحيز المجتمعي ...》. عبد الله ابراهيم علم الإجتماع سو سيولوجيا ص 25 .
سان سيمون ؛ مونتيسيو : ركزوا على تأسيس علم جديد يهتم يالمجتمع وعلاقاته وخاصة في قوانينه .
هذه المرحلة التأسسية ظلت تخضع لنوع من الإلتباس المهاد النظري والفكري الذي أطر هذه المرحلة.الكثير من المؤرخين والباحثين السوسيولجيين يعتبرون أن المؤسس الحقيقي لهذا العلم هو أوغست كونت (1973-1857م) القرن 17و18 وهو الذي صاغ مفهوم السوسيولوجيا وهي علم يهتم بدراسة الوقائع الإجتماعية وهي متعددة ومتنوعة ، والأهم أنه يتجه الى دراسة وتمثيل وفهم هذه القوانين الإجتماعية ، البحث في قوانين كل ظاهرة اجتماعية ومجالها .قبل مفهوم السوسيولوجيا كان مفهوما اخر مستعار من الفزياء ، وهو الفزياء المجتمعية.
يتشكل المجتمع من اﻹنسان ، يتطور عبر الأزمنة واﻷمكنة لا يوجد مجتمع ثابت ، فهو يخضع لتغيرات وتطورات .
ماكس فيبر ؛ بارينو ؛سميل جان وطوكفير أليكس أغنو هذا العلم في القرن 19. إشكالية التأسيس تثير نقاشا فالمؤسس الحقيقي لهذا العلم هو ابن خلدون فهو قبل أوغست بستة قرون ، كتب المقدمة حيث يتحدث عن علم التاريخ بمنظور جديد .كونه غير مسبوق يشير إلى الأحداث والوقائع التاريخية ، يبحث في العمران وفي اﻹجتماع اﻹنساني ، يبحث في التحولات والتطورات .....
في هذا اﻹطار يقول أحد علماء الإجتماع جميلو فيتش :《 لقد أردنا أن ندلل على أنه قبل أوغست كونت ،بل قبل فيكو الذي أراد الإيطاليون أن يجعلو منه أو اجتماعي أوربي ، جاء مسلم فدرس الظواهر اﻹجتماعية بعقل متزن وأتى هذا الموضوع بأراء عميقة وان ما كتبه هو ما نسميه اليوم علم الإجتماع》.حسب د. حسن الساعاتي.
السوسيولوجيا مادة الأستاذ غانمي
تعليقات
تعليق واحد
إرسال تعليق
شكرا لك
إرسال ردحذف