أخر الاخبار

أصناف التواصل

يمكن الحديث عن أنواع عدة من التواصل فهناك التواصل البيولوجي والسيكولوجي والإعلامي واﻹجتماعي والفلسفي والإقتصاديوالتواصل اللساني والثقافي والتجاري والمعرفي والوجداني  ..... وأخيرا التواصل البيداغوجي
ويرتبط التواصل بعدة علوم ومعارف يمكن حصرها في علم التدبير والتسيير والعلاقات العامة والبيداغوجية والديداكتيك وعلم التسويق وعلوم الإعلام واﻹتصال والفلسفة السيمولوجيا.
وسنختار من هذه الأنواع ثلة من التعريفات التي استطعنا الحصول عليها وفي مقدمتها:

1-1 التواصل اللساني:

يذهب مجموعة من اللسانين إلى أن اللغة وظيفتها التواصل كفرديناند دو سوسير  الذي يرى في كتابه محاضرات في اللسانيات العامة أن اللغة نسق من العلامات واﻹشارات هدفها التواصل خاصة أثناء اتحاد الدال مع المدلول أو تقاطع الصورة السمعية مع المفهوم الذهني.
وهو نفس المفهوم الذي كان يرمي إليه ابن جني في كتابه الخصائص عندما عرف اللغة بأنها أصوات يعبر بها قوم عن أغراضهم.
ويعرف أندرينه مارتينه اللغة بأنها عبارة عن تمفصل مزدوج وظيفتها التواصل،ويعني هذا أن اللغة يمكن تقسيمها إلى تمفصل أول وهو المونيمات أي الكلمات ، وبدورها تنقسم إلى فونيمات أي أصوات ومورفيمات أي مقاطع صوتية التي يشكل بدورها التمفصل الثاني.
لكن الأصوات لا يمكن تقسيمها إلى وحدات أخرى ولأن الصوت مقطع لا يتجزأ ، فإذا جمعناالفونيمات مع بعضها البعض كونا مونيمات، وإذا جمعنا الكلمات كونا جملا والجمل تكون الفقرات والمتواليات والفقرات تكون النص.
وإذا كان الوظيفيون يرون أن اللغة واضحة تؤدي وظيفة التواصل الشفاف بين المتكلم والمستمع، فإن أزفالد ديكرو يرى خلاف ذلك أن اللغة ليست دائما لغة تواصل واضح وشفاف بل هي لغة إضمار وغموض وإخفاء ويعني هذا أن الفرد قد يوظف اللغة باعتبارها لعبة اجتماعية وإضمار النوايا والمقاصد .
كما أن اللغة يمكن أن تكون لغة الحكم والسلطة وكمثال على ذلك اللغة الفرنسية استبدت كثيرا بالشعب الجزائري لمدة فأخضعته لقواعدها ، وعلى الرغم من ذلك نجد بعض الأدباء الجزائريين بقدر ما هم خاضعون لهذه اللغة الأجنبية يتخذونها سلاحا لهم للتعبير بها عن مطالبهم . كما أن السلطة الحاكمة قد تفرض اللغة التي تناسبها على المجتمع لفرض سيطرتها الإديولوجية ، فالبقوة قد نفرض اللغة ، كما أن اللغة هي التي تمنح السلطة للفئة الحاكمة.
هذا إذن نستنتج أن اللغة قد تكون أداة للتواصل الشفاف كما يمكن أن تكون لغة للاضمار والتمويه واﻹخفاء ، كما يمكن أن تكون أداة للسلطة على حد السواء .

1-2 التواصل الفلسفي:

طرح مفهوم الأنا والغير في الخطاب الفلسفي كثيرا من الاشكاليات التي تنصب كلها في كيفية التعامل مع الغير ، وكيف يمكن للأنا النظر إلى الغير ؟
يذهب الفيلسوف الألماني هيجل إلى أن العلاقة بين الأنا والغير هي علاقة سلبية قائمة على الصراع كما توضح ذلك نظريته السيد والعبد .  أما جون بول سارتر فيرى أن الغير ممر ووسيط ضروري للأنا ، إلا أن الغير جحيم لا يطاق لأنه يشيء الذات ، لهذا يدعو سارتر إلى التعامل مع الغير بحذر وترقب وعدوان، وأنه يستحيل التعايش بين الأنا والغير أو التواصل بينهما مادام الغير يستلب حرية الأنا ويجمد إرادته لذلك قال قولته المشهورة " الأخر هو الجحيم " .
إن العلاقة التواصلية إذن بين الأنا والغير في المجال المعرفي قائمة على الإضطراب وشبه تواصل .

1-3 التواصل اللغوي :

وهو التواصل الذي يتم فيه استعمال اللغة والقدرة اللسانية المتمركزة في الدماغ وهذه اللغة يمكن أن تكون منطوقة أو مكتوبة . وقد تم استعمال اللغة في التفاهم الإنساني عندما تطورت المجتمعات. وأصبحت قادرة على صياغة كلمات ترمز إلى معاني محددة يلتقي عندها أفراد المجتمع ويعتمدون على دلالتها في تنظيم علاقتهم والتعبير عن مشاعرهم .

ترقبوا ثتمة أصناف التواصل في المقالة المقبلة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -